ورد مؤخرا بجريدة الشروق الجزائرية مقالا عنوانه «البطيخ التونسي يغزو
الولايات الحدودية: الجزائريون مهددون بالتسمّم لتناولهم بطيخا مشبعا
بالأزوت والفوسفور».. ومما أشار إليه المقال أن البطيخ التونسي (ويقصد
بذلك الدلاع) نضج قبل الأوان وهو ما يجعل الشكوك تحوم حول استعمال
الفلاحين لبعض المواد الكيميائية التي سارعت في نضجه.. والمؤسف أيضا في
هذا الخبر المسموم الذي يشكك في جودة المنتوج التونسي الذي يروج حاليا
بالسوق المحلية ولم تسجل أية حالة اسهال أو تسمّم. أن مختصا في الارشاد
الفلاحي بصفاقس لم تذكر «جريدة الشروق» الجزائرية اسمه واكتفت بالقول إنه
من «مديرية المصالح الفلاحية بمدينة صفاقس» أكد (على حد تعبير الصحيفة) أن
الدلاع المروج خلال هذه الفترة لا يتميز بطعمه الطبيعي الحلو بسبب مخالفة
بعض الفلاحين للتوجيهات والارشادات المقدمة إليهم حول استعمال الأسمدة
مبينا أن أغلبهم يتعمد الزيادة في الكميات المخصّصة من الآزوت والبوتاسيوم
والفوسفور بكميات تتجاوز طاقة الهكتار الواحد
إشاعة مغرضة
فما مدى صحة هذا الكلام الذي يضرّ بالقطاع «الأسبوعي» اتصلت بمصطفى لسود
كاتب عام جامعة الخضروات بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والذي
استغرب هذا الكلام وعقب عليه بالقول «.. هذه أيضا اشاعة مغرضة لأن مادة
الآزوت تستعمل لكل الغلال وهي من قبيل الأدوية والأسمدة العادية كما أنها
لا تغير شيئا في جودة المنتوج، والمؤكد أن مسالك التهريب تتسبب عادة في
الضرر بالدلاع، اذ من الممكن أن تتأثر هذه الغلّة بطول فترة النقل وتهريبها
من مكان إلى آخر لكن ما هو مصدّر عبر المسالك الرسمية لا تشوبه شائبة
وليس ذنب المنتج أن يضرّ المهربون بالدلاع حتى تلصق به هذه الشائعات. من
جهة ما أؤكد عليه أنه بعد عديد البحوث وعمليات المراقبة ثبت أن الدلاع
المروج محليا والمصدّر سليم مائة بالمائة وأننا نحترم كل الشروط الصحية
بدليل أن نفس الغلة التي شكك فيها المقال الصادر بجريدة جزائرية نقوم
حاليا بتصديرها الى الخارج وهي تستجيب للمواصفات والشروط الأوروبية وهدفنا
هذا الموسم تصدير 20 ألف طن تم إلى غاية الآن ترويج 7 آلاف طن منها في
عديد البلدان الأوروبية والعربية ولم يعترض غلالنا أي اشكال».
الدلاع معقممن جهة أخرى أطلعنا مصدر مسؤول بوزارة الصحة العمومية عن فحوى هذا المقال
فأكد بدوره قائلا: «منذ أن بدأ منتوج الدلاع يظهر في الأسواق أجرت فرقنا
المختصّصة بحثا شاملا ومتكاملا حول هذه المادة وذلك في اطار برامجها
الرقابية العادية ولم نسجل أي خلل كما لم ترد على مستشفياتنا حالات اصابة
سببها الدلاع، علما أن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الدلاع بالذات يعتبر الغلة
الوحيدة المعقمة باعتبارها مغلقة ومتكونة من غشاء سميك كما أن الأدوية
المستعملة لا علاقة لها بمذاق الغلة بل هي تحمي النبتة والتربة لا غير..».
الصباح