ماهو الإرهاب؟ سؤال قد يبدو منذ الوهلة
الأولى بديهيا وواضحا لكن عندما نتعمق في معنى هذه الكلمة سنكتشف بأنها
كانت السبب في إندلاع حروب من صنع قوى العالم العظمى على غرار أمريكا
وإسرائيل إعتمدت فيها على ذرائع واهية وإستغلت خلالها صمتا دوليا مطبقا
للجم وقمع كل القوى المعارضة لمخططاتها في العالم عموما وفي الشرق الأوسط
خصوصا في ما يعرف بإرهاب الدول، لكن هناك نوع أخر من الإرهاب لا يقل خطورة
عن النوع الأول ألا وهو الإرهاب الفكري والعقائدي ولعل مصطلح الإرهاب في
هذا الإطار يمكن تعريفه بأنه كل عمل تخريبي يهدّد أمن البلاد والعباد يهدف
إلى إثارة حالة من البلبلة والفوضى داخل الدولة و إثارة النعرات وإذكاء
النزعات الطائفية وما إلى ذلك تتبناه خلايا إرهابية تتخذ غالبا من الدين
ستارا لها لتبرير جرائمها ولئن إختلفت تعاريفه وتنوعت فإنه لا يخفى على أحد
ما يخلفه من أثر تدميري في المجتمع إذا كان مقترنا بمحيط يعمه الجهل ويغيب
عنه الوعي فتتم إستمالة أصحاب النفوس الضعيفة للعبث بعقولها وغسل أدمغتها
وتُضرب عليهم نوع من الوصاية من قبل "نخبة" ظلامية تدعي إمتلاك الحقيقة
وتُكفر من خالفها وتُوجب الجهاد عبر تأويل ظاهر بعض الأيات القرآنية، وأيّ
جهاد هذا الذي يدعون إليه؟!
سيارات مفخخة،عمليات إختطاف عشوائية وعمليات إنتحارية في أسواق شعبية
تطال في معظم الأحيان المواطن البسيط الذي يبحث عن قوت يومه ولا يخفى على
أحد أن العراق مثلا أصبح مسرحا كبيرا لمثل هذه الممارسات القذرة التي شوهت
الإسلام والمسلمين.
في هذا الزمن الرديء الذي نعيشه حيث إختلت الثوابت وإنقلبت الموازين صار
للإرهاب مفهوم ضبابي أصبح فيه الفدائي والمقاوم الذي يذود عن وطنه إرهابيا
وصار فيه الذي يقتل أكبر عدد ويرتكب جرائم إبادة بطلا قوميا في بلاده. في
الختام أعود إلى طرح السؤال الذي إنطلقت منه ماهو الإرهاب حسب رأيكم؟ هل
للإرهاب علاقة بالإسلام أم أن هذا ما يروج له الغرب لتشويه صورة ديننا
الحنيف؟ من هو في النهاية الإرهابي الإنتحاري ومن هو الشهيد؟
حديث في الإرهاب هو موضوع للنقاش فلا تحرموني من آرائكم البناءة .