حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد
الله آل الشيخ المقبلين على الحياة الزوجية من نبش الملفات السابقة للذين
تقدموا للزواج منهن، معتبرا أن ذلك «يسهم في إدخال الوساوس والأوهام بينهما
وينذر بكارثة على حياتهما الزوجية مستقبلا».
وأكد آل الشيخ لـ «عكاظ» أن تعاليم الشريعة سبب كبير في انتظام الحياة
الزوجية وأن مخالفتها والبعد عنها يسهم في كثرة حالات الطلاق، خصوصا
المبكرة منها.
وأضاف: كم نسمع من حالات طلاق ونزاع بين الزوجين وفشل للزواج في شهوره
الأولى، كل هذه الأمور نتيجة للبعد عن تعاليم الشريعة؛ فتعاليم الشريعة سبب
في انتظام الحياة الزوجية واستمرارها واستقرارها وطيب الحياة.
وبين المفتي العام أن حالات الطلاق تنشأ عندما يضعف الزوج عن القيام بواجبه
أو تضعف المرأة عند ذلك؛ فيأتي دور الطلاق للزوج، وأحيانا تحمله الحماقة
وقلة الورع، أن يتلفظ بالطلاق؛ فيهدم بيته من حيث لا يشعر، والمرأة قد تخطئ
أحيانا؛ فتهدم بيتها من حيث لا تشعر.
وذكر آل الشيخ أن التفاهم بين الزوجين والتعاون على البر والتقوى، يسهم في
استقرار الحياة الزوجية وطمأنينيتها، موصيا بضرورة الاتفاق والتعاون على حل
المشكلات الزوجية قبل رفعها إلى المحاكم؛ لأن الله يقول: «وإن امرأة خافت
من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح
خير».
ولفت المفتي العام إلى أن الصلح بين الزوجين وتضييق شقة الخلاف بينهما
والسعي في إصلاح الوضع وتنظيم الحال وسد الخلل وجبر الكسر، مطلوب من
الزوجين ومن أهلهما جميعا، أما توسعة الخلاف وتطوره إلى المحاكم فإنه يسبب
كدر الحياة الزوجية؛ فتعود تلك العلاقة القائمة على المحبة والمودة إلى
قطيعة وبغضاء.
وطالب آل الشيخ الزوجين المتنازعين بالتفكير في مصير الأسرة قبل الوقوع في
الطلاق، متسائلا «ما ذنب الصغار من البنين والبنات عندما يكون الشقاق بين
الزوجين، فيضيعون في الحضانة بين أب متشدد أو أم متشددة».